[center]قال أبو هلال العسكري :
أخبرنا أبو أحمد رحمه الله قال : حدثنا الجوهري قال ، حدثنا عمر بن شبه قال : حدثنا سويد بن سعيد قال : حدثنا الوليد بن محمد ، عن الزهري ، عن عروة عن عائشة قال : وحدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن غير هؤلاء قال :
أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة، ثم حبب إليه الخلاء، فبينما هو في حراء أتاه جبريل عليه السلام فقال له: اقرأ. قال: ( قلت: ما أنا بقارئ، فغطني ثم أرسلني) وقال: {اقرأ باسم ربك الذي خلق} إلى قوله تعالى: {علم الإنسان ما لم يعلم}.
فرجع ترجف بوادره ، فأخبر خديجة فخرجت إلى الراهب و(عداس) عبد لعتبة بن ربيعة كان يتعبد وإلى ورقة بن نوفل ، فسألتهم عن جبريل عليه السلام ، فقالوا : وما ذكرك له ولست من أهل ذكره ؟ فألحت عليهم ، فقالوا : أمين الله على وحيه ورسوله إلى رسله. قالت: فإن محمداً ذكر أنه أتاه، فقال ورقة: أخشى أن شيطاناً تشبه له ، فرجعت ، وقد أنزل الله تعالى : { ن والقلم وما يسطرون * ما أنت بنعمة ربك بمجنون} ، ثم صار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ورقة بن نوفل وقرأ عليه الآيات فقال : أشهد أن هذا كلام الله وإن أدرك زمانك أتبعك.
ثم احتبس الوحي، فقالت قريش: ودعه ربه وقلاه، فأنزل الله تعالى { والضحى * والليل إذا سجى * ما ودعك ربك وما قلى} .
فلما فعل اشتدت عليه قريش، ثم نزل ذكر البعث فأتاه أبي بن خلف بعظم نخر وفته وذراه وقال: أتعدنا أن يحي الله هذا؟! ، فأنزل الله تعالى: { أولم ير الإنسان أنا خلقنه من نطفة فإذا هو خصيم مبين * وضرب لنا مثلاً ونسى خلقه قال من يحي العظم وهو رميم * قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم}. ثم اشتد عليه أمر قريش حتى أدخل الشعب، ثم كان من أمر الهجرة ما كان في كلام هذا معناه.
الأوائل ، لأبي هلال العسكري ، ص 72[img][/img][img][/img][img]